كاد المعلم أن يكون ............
.
.
ربما يكون الحديث مع وعن المعلمين حديث ذو شجون ( أيا كانت هذه الشجون) , فمثلا يحدثك أحدهم عن الماضي المجيد للمعلم وهم المعلمين الذين قضوا ثلاثين عاما وأكثر في التعليم , عندها كانت للمعلم هيبة يذكرها جميع من جاوز الأربعين والخمسين من العمر , ورغم تدني مرتبه الذي يتقاضاه عندها إلا أن لمكانته في مجتمعه خير تعويض عن ذلك , ويكفي أن يمر المعلم بأحد الأزقة وفيه أحد من طلابه فإذا بالطالب يتوارى عن أنظار المعلم خشية منه .
كان المعلم يوم ذاك هو المعلم والمربي الذي يخشاه الأولاد أكثر من خشية أبائهم , وكان المعلم يمارس سلطته التربوية والتعليمية والأبوية بكامل حريته وبالطريقة التي يراها مناسبة , وما كان من الآباء إلا المقولة الشهيرة ( لك اللحم ولنا العظم) , وبغض النظر عن خطأ أو صواب تلك الحقبة إلا أن لها عبق مازال يحتفظ بمكانته في الذاكرة , كان المعلم يومها لا يهز مكانته إلا (المفتش) وكانت تسمية لها واقعها من خلال طبيعة عمل المفتشين يومها , أما مدير المدرسة والمجتمع والطلاب وأولياء الأمور فهم مع المعلم قلبا وقالبا .
تطور التعليم وتطورت النظم التربوية فأصبح المدير والمنطقة التعليمية والوزارة تشكل هاجسا للمعلم وعنصر ضغط يومي يفكر فيه , ولكن أولياء الأمور والطلاب ما زالوا في صف المعلم , وزادت الرواتب قليلا , ثم تطور التعليم أكثر فزادت الرواتب أكثر ودخلت وتدخلت التطبيقات التربوية المختلفة أكثر في حياة المعلم وبدأ يفقد جزءا من نظرة المجتمع له , إذ ألقت تلك التطورات بظلالها على مكانته كيف لا وبدأ المجتمع ينظر إليه على أنه تحول من معلم ومربي وشخص يخافه الطلاب ويحترمونه إلى مجرد منفذ لأهداف تربوية وليس له حيلة في ذلك , وساهمت الضغوط المتكررة من إدارة المدرسة تارة ومن المنطقة التعليمية ومن الوزارة تارة ومن المشرف التربوي إلى خلق هالة من عدم الثقة بهذا الشخص الذي تتلاقفه تيارات مختلفة تعدل من سلوكه وطريقته القديمة في التربية وانتهاء نظرية اللحم والعظم .
وزاد مرتبه أيضا وتقلصت أيام إجازته السنوية وبدأت التربية الحديثة تعصف بتاريخه المجيد وبدأ أولياء الأمور والطلاب يسمعون جملا كثيرة تعمق الحفرة التي ابتلعت شخصية المعلم شيئا فشيئا مثل ( لا تعاقب الطالب بدنيا أو شفهيا , لا توقفه داخل الفصل , لا تخرجه خارج الفصل , لا تؤذه نفسيا بأي طريقة ) , وتعمقت هذه الثقافة لدى الطلاب وأولياء الأمور , فإذا بالمعلم يقف وحيدا وتطرقه مطارق شتى ابتداء من الوزارة ثم المنطقة التعليمية ومرورا بمدير المدرسة وأولياء الطلاب وأخيرا الطامة الكبرى (الطالب) .
تسمع من بعض المعلمين العجب أحيانا , فبعض طلاب المرحلة الابتدائية يقف أمام المعلم ويقول له الضرب ممنوع (والله لو تضربني أعلم أبوي) , ولو قام المعلم بضربه مثلا , وجاء والد الطالب (بعد أن يسمع الطالب من والديه في المنزل كما لا بأس به من الشتائم على المعلم مما يفقد معه الاحترام له وتهتز أمامه شخصية المعلم نهائيا ) , عنده يقوم مدير المدرسة بالتذلل لوالد الطالب حتى لا يرفع الشكوى لمدير المنطقة ليس حبا ودفاعا عن المعلم ولكن حفاظا على سمعته الإدارية أمام مرؤوسيه , ولو حاول رفعها لمدير مركز الإشراف التربوي لحاولوا المثل حفاظا على سمعتهم التربوية أمام مدير المنطقة ... وهكذا , وفي النهاية ينصب اللوم العظيم على المعلم الذي ارتكب جريمة الضرب , وأدهى ما يحدث أن يحدث كل ذلك والطالب شاهد عليه أي أنه يتشبع بفكرة ضعف وهوان هذا المعلم الذي أخطأ وتهور حين سولت له نفسه بضربه , وربما تمادى بعدها لإدراكه أن المعلم سيفكر ألف مرة قبل أن يحاول رفع يديه نحوه .
المعلم اليوم أمام دائرة من الضغوط لا يدركها غيره , فهو مجبر على تحمل استهتار وأحيانا استهزاء طلابه ( وخاصة في غياب مرشد طلابي مؤثر ومخلص في عمله أو مدير لا يبالي به ) , ومجبر على الخضوع لأراء بعض المشرفين الذين ربما لا يملكون معشار خبرته التربوية , ومجبر على الخضوع لتسلط المدير وربما الوكيل حتى لو كان هذا الوكيل في يوم ما أحد طلابه وليس له الخبرة الكافية في التعليم غير كرسي الوكالة وحب التسلط , ومجبر أحيانا على أخذ دورات ربما يدرك انها عقيمة ولا تفيده في شيء , ومجبر على أخذ بعض الحصص التي لا يملك قدرة على تدريسها (مثل الخط والفنية ) فقط لسد احتياجات الجدول المدرسي , ومجبر على تحمل جهل وصلف وربما تطاول بعض أولياء الأمور , ومجبر على التفكير في تأمين سكن منذ بدايات حياته المهنية , ومجبر على متابعة دفع أقساط مختلفة , ومجبر على التفكير في تأمين ادخار يحميه من التقلبات الصحية له ولأسرته في غياب التأمين الصحي المناسب , ومجبر على تحمل النظرة الحاسدة من بقية فئات المجتمع كونه صاحب أكبر عدد أيام إجازات (كمعلومة سابقة عفا عليها الزمن) وكونه صاحب راتب خيالي (ربما أكثر من 70 % من المعلمين غارقون في أقساط تمتد لعشر سنوات ) .
الكثير من المعلمين يمضون ما يقارب ثلاثين سنة تحت وطأت هذه الدوامة فتنتهي حياتهم المهنية بعدة أمراض مثل ( السكر – الضغط – الأزمات القلبية ومقدماتها)
وعند التقاعد يستلم المعلم ما يقارب (80 ألف ريال مكافأة نهاية الخدمة , وبعض القطاعات تمنح مليون ريال ولكن هل المعلم مثل موظف الكهرباء أو الاتصالات ؟؟؟؟؟؟), طبعا هذه المكافأة تبتلعها الديون أو عملية واحدة من عمليات القلب , ولو كان من السعداء القلة الذين يمتلكون منزلا فسيذهب أكثر من نصف راتب التقاعد لسداد أقساط هذا المنزل في ظل بنوك ربوية جشعة لا ترحم .
)هذه قصة المعلم والوقوف له تبجيلا منذ أيام المفتش وحتى أيام الأزمات القلبية , فوالله لو منح المعلمون قطعة في الصحراء في طريق المدينة ولو بعد جدة بـ 300 كيلو وقسمت عليهم في حدود 250 م مقابل 50000 ريال لكل قطعة مع قرض محسوم من رواتب التقاعد في حدود 300000ريال لسكنوها وحولوها لقرية حضارية زاهرة . (
.
.
ربما يكون الحديث مع وعن المعلمين حديث ذو شجون ( أيا كانت هذه الشجون) , فمثلا يحدثك أحدهم عن الماضي المجيد للمعلم وهم المعلمين الذين قضوا ثلاثين عاما وأكثر في التعليم , عندها كانت للمعلم هيبة يذكرها جميع من جاوز الأربعين والخمسين من العمر , ورغم تدني مرتبه الذي يتقاضاه عندها إلا أن لمكانته في مجتمعه خير تعويض عن ذلك , ويكفي أن يمر المعلم بأحد الأزقة وفيه أحد من طلابه فإذا بالطالب يتوارى عن أنظار المعلم خشية منه .
كان المعلم يوم ذاك هو المعلم والمربي الذي يخشاه الأولاد أكثر من خشية أبائهم , وكان المعلم يمارس سلطته التربوية والتعليمية والأبوية بكامل حريته وبالطريقة التي يراها مناسبة , وما كان من الآباء إلا المقولة الشهيرة ( لك اللحم ولنا العظم) , وبغض النظر عن خطأ أو صواب تلك الحقبة إلا أن لها عبق مازال يحتفظ بمكانته في الذاكرة , كان المعلم يومها لا يهز مكانته إلا (المفتش) وكانت تسمية لها واقعها من خلال طبيعة عمل المفتشين يومها , أما مدير المدرسة والمجتمع والطلاب وأولياء الأمور فهم مع المعلم قلبا وقالبا .
تطور التعليم وتطورت النظم التربوية فأصبح المدير والمنطقة التعليمية والوزارة تشكل هاجسا للمعلم وعنصر ضغط يومي يفكر فيه , ولكن أولياء الأمور والطلاب ما زالوا في صف المعلم , وزادت الرواتب قليلا , ثم تطور التعليم أكثر فزادت الرواتب أكثر ودخلت وتدخلت التطبيقات التربوية المختلفة أكثر في حياة المعلم وبدأ يفقد جزءا من نظرة المجتمع له , إذ ألقت تلك التطورات بظلالها على مكانته كيف لا وبدأ المجتمع ينظر إليه على أنه تحول من معلم ومربي وشخص يخافه الطلاب ويحترمونه إلى مجرد منفذ لأهداف تربوية وليس له حيلة في ذلك , وساهمت الضغوط المتكررة من إدارة المدرسة تارة ومن المنطقة التعليمية ومن الوزارة تارة ومن المشرف التربوي إلى خلق هالة من عدم الثقة بهذا الشخص الذي تتلاقفه تيارات مختلفة تعدل من سلوكه وطريقته القديمة في التربية وانتهاء نظرية اللحم والعظم .
وزاد مرتبه أيضا وتقلصت أيام إجازته السنوية وبدأت التربية الحديثة تعصف بتاريخه المجيد وبدأ أولياء الأمور والطلاب يسمعون جملا كثيرة تعمق الحفرة التي ابتلعت شخصية المعلم شيئا فشيئا مثل ( لا تعاقب الطالب بدنيا أو شفهيا , لا توقفه داخل الفصل , لا تخرجه خارج الفصل , لا تؤذه نفسيا بأي طريقة ) , وتعمقت هذه الثقافة لدى الطلاب وأولياء الأمور , فإذا بالمعلم يقف وحيدا وتطرقه مطارق شتى ابتداء من الوزارة ثم المنطقة التعليمية ومرورا بمدير المدرسة وأولياء الطلاب وأخيرا الطامة الكبرى (الطالب) .
تسمع من بعض المعلمين العجب أحيانا , فبعض طلاب المرحلة الابتدائية يقف أمام المعلم ويقول له الضرب ممنوع (والله لو تضربني أعلم أبوي) , ولو قام المعلم بضربه مثلا , وجاء والد الطالب (بعد أن يسمع الطالب من والديه في المنزل كما لا بأس به من الشتائم على المعلم مما يفقد معه الاحترام له وتهتز أمامه شخصية المعلم نهائيا ) , عنده يقوم مدير المدرسة بالتذلل لوالد الطالب حتى لا يرفع الشكوى لمدير المنطقة ليس حبا ودفاعا عن المعلم ولكن حفاظا على سمعته الإدارية أمام مرؤوسيه , ولو حاول رفعها لمدير مركز الإشراف التربوي لحاولوا المثل حفاظا على سمعتهم التربوية أمام مدير المنطقة ... وهكذا , وفي النهاية ينصب اللوم العظيم على المعلم الذي ارتكب جريمة الضرب , وأدهى ما يحدث أن يحدث كل ذلك والطالب شاهد عليه أي أنه يتشبع بفكرة ضعف وهوان هذا المعلم الذي أخطأ وتهور حين سولت له نفسه بضربه , وربما تمادى بعدها لإدراكه أن المعلم سيفكر ألف مرة قبل أن يحاول رفع يديه نحوه .
المعلم اليوم أمام دائرة من الضغوط لا يدركها غيره , فهو مجبر على تحمل استهتار وأحيانا استهزاء طلابه ( وخاصة في غياب مرشد طلابي مؤثر ومخلص في عمله أو مدير لا يبالي به ) , ومجبر على الخضوع لأراء بعض المشرفين الذين ربما لا يملكون معشار خبرته التربوية , ومجبر على الخضوع لتسلط المدير وربما الوكيل حتى لو كان هذا الوكيل في يوم ما أحد طلابه وليس له الخبرة الكافية في التعليم غير كرسي الوكالة وحب التسلط , ومجبر أحيانا على أخذ دورات ربما يدرك انها عقيمة ولا تفيده في شيء , ومجبر على أخذ بعض الحصص التي لا يملك قدرة على تدريسها (مثل الخط والفنية ) فقط لسد احتياجات الجدول المدرسي , ومجبر على تحمل جهل وصلف وربما تطاول بعض أولياء الأمور , ومجبر على التفكير في تأمين سكن منذ بدايات حياته المهنية , ومجبر على متابعة دفع أقساط مختلفة , ومجبر على التفكير في تأمين ادخار يحميه من التقلبات الصحية له ولأسرته في غياب التأمين الصحي المناسب , ومجبر على تحمل النظرة الحاسدة من بقية فئات المجتمع كونه صاحب أكبر عدد أيام إجازات (كمعلومة سابقة عفا عليها الزمن) وكونه صاحب راتب خيالي (ربما أكثر من 70 % من المعلمين غارقون في أقساط تمتد لعشر سنوات ) .
الكثير من المعلمين يمضون ما يقارب ثلاثين سنة تحت وطأت هذه الدوامة فتنتهي حياتهم المهنية بعدة أمراض مثل ( السكر – الضغط – الأزمات القلبية ومقدماتها)
وعند التقاعد يستلم المعلم ما يقارب (80 ألف ريال مكافأة نهاية الخدمة , وبعض القطاعات تمنح مليون ريال ولكن هل المعلم مثل موظف الكهرباء أو الاتصالات ؟؟؟؟؟؟), طبعا هذه المكافأة تبتلعها الديون أو عملية واحدة من عمليات القلب , ولو كان من السعداء القلة الذين يمتلكون منزلا فسيذهب أكثر من نصف راتب التقاعد لسداد أقساط هذا المنزل في ظل بنوك ربوية جشعة لا ترحم .
)هذه قصة المعلم والوقوف له تبجيلا منذ أيام المفتش وحتى أيام الأزمات القلبية , فوالله لو منح المعلمون قطعة في الصحراء في طريق المدينة ولو بعد جدة بـ 300 كيلو وقسمت عليهم في حدود 250 م مقابل 50000 ريال لكل قطعة مع قرض محسوم من رواتب التقاعد في حدود 300000ريال لسكنوها وحولوها لقرية حضارية زاهرة . (
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيء من هذيان .. بعيد عن قواعد الإملاء
نمور أسيا يغرقون العالم بصناعاتهم ويبنون مستقبل أجيالهم ونحن في الخليج نغرق في طائفيتنا تارة وفي مؤامرات محلية تارة ومستوردة تارة ثالثة , ومازال بالون اقتصادياتنا يقف على رأس مسمار البترول , تتبعوا قنواتنا الفضائية فهي بين الرقص والأفلام والتلاعن الطائفي , معارضين يبحثون عن الكراسي ولا يحترمون حتى عقلية المشاهد فأحدهم تتصل عليه فتاة مغرر بها وتقول (الحقني يا ابو ..... انا عند العمارة الفلانية وخائفة من الشرطة فيقول لها الأسد الهمام من لندن انتظري سأرسل لك بعض الإخوان ينقذونك وهو حتى لا يعرف هي تحت اي عمارة ولا في اي شارع , ويتصل احد السذج ويقول له ( يا ابو فلان اذا اخذت السلطة وحدث الانقلاب ابيك تعطيني وزارة الداخلية فيرد الأسد الهمام من لندن (يصير خير) , وآخرون مازالوا يقتاتون على أحقاد الماضي ويتبجحون كنا متحضرين وكنا منفتحين وكنا نتمتع بالتسامح واللطف وكانت (المره) لها شخصيتها وجونا ذولا ألـ( .....) وسحبونا ( لورا ) ونسوا أن هؤلاء ألـ(.......) جاؤوا لهم بالرخاء ورغد العيش بتوفيق وتقدير من الله الكريم وفضله , من البعد الشرقي للأبعاد الغربية والشمالية والجنوبية والوسطى بعد أن كانوا ينتظرون الخبز عند التكية (المصرية ) !! نسوا أولئك البعض أن ولد الجزيرة صار يقطع الآف الكيلو مترات ولا يخشى على أهله وماله بل يجد شمالا وجنوبا شرقا وغربا المحطات والفنادق والسوبرماركت والمطاعم والطرق المعبدة والسيارات المكيفة وكلها جاءت من الذهب البعيد عنهم على يد أولئك ألـ(............) , كم هائل من النعم والتغيير والتحولات الحضارية خلال عقود قليلة أوجدها الذهب البعيد عنهم لولا أن جاء به أولئك ألـ(..............) , ولا يمكنهم التسامح من أجل القليل من السلبيات التي لا يخلو منها زمان أو مكان أو بشر , نعم الله أحق ان تصان بالشكر لا بل بلاك بيري والمعاكسات ورمي زوائد الطعام بالزبائل وتكديس عربات الهايبر بما يلزم ولا يلزم , أو جمع الثروات بالحرام وكأن الله لن يسأل بعض المسئولين عن مالهم وكيف جمعوه وفيما انفقوه وكأن شهداء السيول دفنتهم المقابر ولا ثمن لهم , صعد المسيء واختنق الضعيف , وهناك في يد واحدة ما يكفي ألف يد وشخص يسكن ألف حجرة وألف شخص يسكنون حجرة , نعمة الله تكفي الجميع ولكن القليل منعها عن الجميع طارت بهم القصور وانتهو لضيق القبور , غفلوا عن السؤال وفقدوا الجواب وقت الحساب , نام الظالم ونسي أن عين الله لا تنام , نام الظالم ونسي أن المظلوم ساهر يدعو عليه , قيل انظر حولك , فنظرت فلم أر إلا العراق تطايرت من أرضها العبر وكلمات التاريخ كيف كانوا وكيف صاروا , غابت القوة ولو شابها شيء من الظلم وظهر التفكك والعمالة وغاب نصف سارق وظهر آلاف السراق وبائعي الوطن والضمير وغابت الكهرباء والماء في دولة الأنهار وضاع الخبز في دولة الخصوبة وتجمع اللئام على مآدب الأيتام , يريدون ان نتعرق باسم الحرية أو باسم الدين او باسم الديمقراطية أو باسم التحضر أو باسم الميراث المناطقي أو بأي اسم كان , مئات الآلاف من الأطفال لا ذنب لهم إلا الجلوس على مدرجات التاريخ ينتظرون ما يزرع كل حزب , ولا ندري أي الأحزاب يشعر بهم , ما أكبر النعم لدى البعض وما أغبى البعض الآخر في محاولته تبديدها أو الآخرين الذين يغفلون عن صيانتها , ليت اليد التي تسرق واليد التي تبطش واليد التي تغتال حلم الأطفال في غد أفضل واليد التي تتبنى المستقبل المظلم واليد التي توقع على شقاء الآخرين دون طرفة عين من ضمير تدرك وتتذكر أنه ستنطق بين يدي عزيز قدير بتلك المظالم ربما خلال ثوان معدودة , فكأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها . فكل الطرق تؤدي ليوم الحساب , طريق سويسرا وطريق لندن وطريق باريس ونيويورك أو جزر الواق واق كلها تصب في نهاية الأمر بين يدي عزيز قدير , فأين قارون وكسرى وقيصر , هل حمل قارون مفاتح خزائنه معه أم تركها في مصارف سويسرا ؟
وبرضه :
تعرفو يعني ايه تسافر مع اولادك وزوجتك 1500 كيلو وانت تضحك وتاكل سندوتش وتشرب شاي واولادك يلعبون في السيارة ؟؟ وانت حاسس بأمان وجيبك فيه فلوس تكفيك تنزل في أصغر اوتيل يقابلك تحته مطعم بخاري ؟؟
وبرضه :
تعرفو يعني ايه تسافر مع اولادك وزوجتك 1500 كيلو وانت تضحك وتاكل سندوتش وتشرب شاي واولادك يلعبون في السيارة ؟؟ وانت حاسس بأمان وجيبك فيه فلوس تكفيك تنزل في أصغر اوتيل يقابلك تحته مطعم بخاري ؟؟
لي صديق عراقي في الفيس بوك يقول كان يحس بهذا الشي زمان واليوم ما يقدر يخرج بره بيته الا للضرورة واذا بغا مشوار بعيد طالع في وجه زوجته واولاده وبطل من مشواره , بعض من في الداخل والخارج يتمنوا أجرب تجربة هذا الأخ العراقي ..لأنه بالنسبة لهم خربانه خربانه فليه ما يخربوها علينا !
وطني الحبيب .. فيك ولدت وفيك ترعرعت وفيك سيعيش ابني محمد وبنتي لمى وشعبي الأجمل والأبهي بين شعوب العالم . ذلك الشعب الذي ملأ المساجد في رمضان وملأ الشوارع والجوامع يوم العيد , ذلك الوطن الذي تضج سماؤه كل يوم خمس مرات بالله وأكبر , سلمك الله من كل حاقد ومن كل عابث بمستقبل ملايين الطلاب الذين يصطفون صباحا عبر طابور الصباح في كل مدرسة , وأصلح حكامك ومسئوليك وبطانة حكامك ورد كيد العابثين لعيونهم ونحورهم من الداخل والخارج من من هم في أقصي اليمين أو أقصي اليسار , وأن يجعلنا الله أمة وسطا يحب كل فرد منا ما يحب لأخيه وجاره وابن وطنه من نجران وحتى حالة عمار ومن الدمام وحتى جدة ومن أبعد خيمة في أبعد صحارينا إلى أبعد بيت طين في أبعد قرية , كتب الله لكل مواطن بيت يمتلكه وسيارة ويدين يرفعهما لله حمدا وشكرا على هذا الأمن والأمان الذي نعيشه بعيدا عن الطائفية والسيارات المفخخة وخروج الرجل من بيته وهو لا يعلم هل سيرجع ليرى أطفاله أم لا , وأن يحفظ الهايبر بنده والكارفور والدانوب والبيك والطازج وبقالة حمزة اللي في الحارة .
اللهم آميييييييييييييييييييييييييييين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاهدت كما شاهد غيري الصينيين وهم يبنون فندقا في 6 أيام , وقرأت الكثير من التعليقات والتي في أغلبها تسخر منا مقارنة بالصينيين , وقد لاحظت أن كل التعليقات ترمي بالمسئولية على المسئولين , وبغض النظر عن طبيعة تلك الاتهامات ونوعية السخرية وقربها أو بعدها من الحقيقة إلا أن مجرد المقارنة بيننا وبين الصينيين بحد ذاته سخرية , فالصينيين يتحكمون بحياتنا من ملابسنا الداخلية وحتى أعظم انجازاتنا الحضارية , وكون بعض المنتجات الصينية تشوبها سمعة سيئة لدينا إلا أن أصحاب النظرة الحكيمة يدركون أن سبب ذلك هو التاجر الخليجي الذي يحرص ويطلب من المنتج الصيني تلك المنتجات السيئة وإلا فإن الصينيين يمكنهم تقليد الماركات العالمية بدرجة لا يستطيع المنتج الأصلي التفريق بينها وبين المنتج الصيني , وكما يقال فإن لكل حجرة أجرة وتجارنا يدفعون ثمن تلك الحجرات المهترئة لنقع نحن في سوءاتها .
الحديث عن الصينيين لا تحيط به آلاف الصفحات أما لماذا نحن هكذا وهم هكذا ؟ ولماذا تلك التعليقات المريرة رغم أن حقيقة الأسباب ليس لدى المسئولين فقط بل لدى أبناء المجتمع كافة بداية من طالب المدرسة الابتدائية ومعلمه مرورا برجل الشارع العادي ونصف المثقف وحتى أستاذ الجامعة .
حاولت أن أتفلسف وأسرد الأسباب , وكتبت ما يقارب ثلاث صفحات عن سبب ما نحن فيه وما هم فيه , وسقوطنا تحت تلك التعليقات التي قرأتها
وكلما انتهيت من سطر تراودني فكرة جديدة لأضيفها , وحقيقة وجدت الأمر لن ينتهي , لأن الأسباب ببساطة هي سرد لحياة ملايين المواطنين من شروق الشمس وحتى شروق الشمس .
أخيرا ادركت أنني لن أستطيع الانتهاء من هذا الموضوع , فقررت أن أقول كما ( غطيني ياصفية ) قال سعد زغلول:
هل في الجنة موت ؟
ربما يكون الجواب للوهلة الأولى (لا) , ولكن فلنتأمل الدلالات في هذه الآية :
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) . الأعراف 20
- إغراء الشيطان لآدم وحواء بالخلود في حال الأكل من الشجرة وعصيان أمر الله المباشر يوحي بأن آدم وحواء يدركان فكرة ضد الخلود وهو الموت , وإلا لما غامرا بمعصية الله والأكل من الشجرة المحرمة من أجل فكرة لا يدركان مغزاها , خصوصا أن الله علم آدم الأسماء كلها فهو يعرف معنى الخلود ونقيضه .
- ربما في الآية دلالة على أن جنس آدم وحواء هو أقل مرتبة من الملائكة والشياطين لو اعتبرنا الشياطين نوع غير الملائكة بدليل قول إبليس : (إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ) , وكذلك تكبر إبليس بقوله (أنا خير منه) .
فهل يمكن أن نجد إيحاءات أخرى في الآية مثل :
- ربما كانت هناك مخلوقات قبل آدم خلقها الله وماتت وانتهت في الجنة , لذلك خوف إبليس آدم وحواء من فكرة عدم الخلود .
- ربما المعنى أن عدم الخلود هو إمكانية نزول بعض الأنواع المخلوقة في الجنة إلى عوالم أخرى سواء درجات أدنى في الجنة أو فوق كواكب معينة , وأن مثل تلك الحالات قد حدثت وخاصة أن آدم أدرك معنى كلام إبليس ولم يسأل عن معنى الخلود أو يعترض على كونه غير ملك , أو يفاخره بجنسه على الملائكة , بل أنساق خلف غوايته بدون تفكير .
- وجود ملك للموت قبل خلق آدم وحواء يدل على وجود حقيقة الموت في السموات أو في عوالم أخرى لا نعلمها , بدليل أن الله يكتب على ملك الموت الموت بعد الجزاء والحساب ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .
والله أعلم وأجل .
ربما يكون الجواب للوهلة الأولى (لا) , ولكن فلنتأمل الدلالات في هذه الآية :
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) . الأعراف 20
- إغراء الشيطان لآدم وحواء بالخلود في حال الأكل من الشجرة وعصيان أمر الله المباشر يوحي بأن آدم وحواء يدركان فكرة ضد الخلود وهو الموت , وإلا لما غامرا بمعصية الله والأكل من الشجرة المحرمة من أجل فكرة لا يدركان مغزاها , خصوصا أن الله علم آدم الأسماء كلها فهو يعرف معنى الخلود ونقيضه .
- ربما في الآية دلالة على أن جنس آدم وحواء هو أقل مرتبة من الملائكة والشياطين لو اعتبرنا الشياطين نوع غير الملائكة بدليل قول إبليس : (إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ) , وكذلك تكبر إبليس بقوله (أنا خير منه) .
فهل يمكن أن نجد إيحاءات أخرى في الآية مثل :
- ربما كانت هناك مخلوقات قبل آدم خلقها الله وماتت وانتهت في الجنة , لذلك خوف إبليس آدم وحواء من فكرة عدم الخلود .
- ربما المعنى أن عدم الخلود هو إمكانية نزول بعض الأنواع المخلوقة في الجنة إلى عوالم أخرى سواء درجات أدنى في الجنة أو فوق كواكب معينة , وأن مثل تلك الحالات قد حدثت وخاصة أن آدم أدرك معنى كلام إبليس ولم يسأل عن معنى الخلود أو يعترض على كونه غير ملك , أو يفاخره بجنسه على الملائكة , بل أنساق خلف غوايته بدون تفكير .
- وجود ملك للموت قبل خلق آدم وحواء يدل على وجود حقيقة الموت في السموات أو في عوالم أخرى لا نعلمها , بدليل أن الله يكتب على ملك الموت الموت بعد الجزاء والحساب ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .
والله أعلم وأجل .
ـــــــــــــــ
أطفال كربلاء
من المفترض أن تكون قناة (طه) قناة موجهة للأطفال بدأت بداية عادية كأي قناة تعنى بالأطفال وشيئا فشيئا كشفت عن وجه مذهبي متعفن وأشد ما يكون من القذارة وسوء المحتوى , أنا لا يعنيني الصراع الطائفي الذي يأخذنا وسيأخذنا لمهالك لا يعلمها إلا الله سبحانه , وأنا من أتباع لكم دينكم ولي دين , فالله للكل , وكل نفس بما كسبت رهينة , وإذا كان بعض الكبار تجردوا من نعمة العقل فلطموا وكّــفروا وفرقوا وطالبوا بالثارات لأناس شرفهم الله وهو في غنى عن تشريف بعض السفهاء ممن يرتكبون المصائب والمخازي والسخافات وينسبونها لأشرف الناس فهذا حمق وقلة عقل , فنسيان مذلة الحاضر ومخاطر القادم والغوص في تفاهات لا تحترم عقل بشر والبكاء على حوادث مضى عليها أكثر من ألف سنة وكأنها بنت اللحظة , ونصبوا أنفسهم حكاما وجلادا لفترة تاريخية غابرة وكأن الله سبحانه بحاجة لآرائهم وشهاداتهم وبكائهم وعويلهم ودمائهم التي تسيل في صورة ينفر منها الكافر قبل المسلم , ولكن بأي منطق وبأي بعد تربوي أو أخلاقي تعرض قناة مخصصة للأطفال قصص عن قطع الرؤوس وتيتيم أطفال آل البيت وحرقهم ( أطفال كربلاء) , بل ويزجون بالخرافات ولا يحترمون حتى عقول أولئك الأطفال كــ( أن الرضيع ذي الثلاث شهور طعن برمح فأخرج يديه من القماط ولفها حول عنق أبيه ؟ فأي طفل الذي يقوى على إخراج يديه من القماط وهو ابن ثلاث شهور وهو في حالة طعن من فارس وبرمح , وأي يدين لرضيع التي تطوق عنق الوالد في تلك اللحظة الرهيبة ) , إن قناة (طه) بدأت تترك مجالا كبيرا وشيئا فشيئا لتلك الخرافات وتلك الثقافة الثأرية الحاقدة المظلمة المظللة , وبدأت تدنس طهر الأطفال وتسليحهم بتلك الثقافة العفنة منذ نعومة أظفارهم .
هل هذا هو المستقبل الذي تعده قناة(طه) لأطفالها ؟
لقد أصبحت تلك المواد تكرر يوميا وعلى مدار الساعة وبدون حياء من عقل أو منطق أو حضارة .
إن قفل بعض القنوات لما فيها من تجاوزات كما يدعي بعض أصحاب الأقمار الصناعية ربما يمكن مناقشتهم على ذلك وربما لهم وجهة نظر يتمسكون بها , ولكن تلويث ثقافة الأطفال بمثل هذه الصفاقة والقذارة يدعوها ويدعو كل المهتمين بشئون الطفل ليس في عالمنا العربي وبل عبر العالم أجمع للتدخل لوقف هذه الجريمة في حق الأطفال .
هل هذا هو المستقبل الذي تعده قناة(طه) لأطفالها ؟
لقد أصبحت تلك المواد تكرر يوميا وعلى مدار الساعة وبدون حياء من عقل أو منطق أو حضارة .
إن قفل بعض القنوات لما فيها من تجاوزات كما يدعي بعض أصحاب الأقمار الصناعية ربما يمكن مناقشتهم على ذلك وربما لهم وجهة نظر يتمسكون بها , ولكن تلويث ثقافة الأطفال بمثل هذه الصفاقة والقذارة يدعوها ويدعو كل المهتمين بشئون الطفل ليس في عالمنا العربي وبل عبر العالم أجمع للتدخل لوقف هذه الجريمة في حق الأطفال .
ــــــــــــــ
(غطيني يا صفية)
شاهدت كما شاهد غيري الصينيين وهم يبنون فندقا في 6 أيام , وقرأت الكثير من التعليقات والتي في أغلبها تسخر منا مقارنة بالصينيين , وقد لاحظت أن كل التعليقات ترمي بالمسئولية على المسئولين , وبغض النظر عن طبيعة تلك الاتهامات ونوعية السخرية وقربها أو بعدها من الحقيقة إلا أن مجرد المقارنة بيننا وبين الصينيين بحد ذاته سخرية , فالصينيين يتحكمون بحياتنا من ملابسنا الداخلية وحتى أعظم انجازاتنا الحضارية , وكون بعض المنتجات الصينية تشوبها سمعة سيئة لدينا إلا أن أصحاب النظرة الحكيمة يدركون أن سبب ذلك هو التاجر الخليجي الذي يحرص ويطلب من المنتج الصيني تلك المنتجات السيئة وإلا فإن الصينيين يمكنهم تقليد الماركات العالمية بدرجة لا يستطيع المنتج الأصلي التفريق بينها وبين المنتج الصيني , وكما يقال فإن لكل حجرة أجرة وتجارنا يدفعون ثمن تلك الحجرات المهترئة لنقع نحن في سوءاتها .
الحديث عن الصينيين لا تحيط به آلاف الصفحات أما لماذا نحن هكذا وهم هكذا ؟ ولماذا تلك التعليقات المريرة رغم أن حقيقة الأسباب ليس لدى المسئولين فقط بل لدى أبناء المجتمع كافة بداية من طالب المدرسة الابتدائية ومعلمه مرورا برجل الشارع العادي ونصف المثقف وحتى أستاذ الجامعة .
حاولت أن أتفلسف وأسرد الأسباب , وكتبت ما يقارب ثلاث صفحات عن سبب ما نحن فيه وما هم فيه , وسقوطنا تحت تلك التعليقات التي قرأتها
وكلما انتهيت من سطر تراودني فكرة جديدة لأضيفها , وحقيقة وجدت الأمر لن ينتهي , لأن الأسباب ببساطة هي سرد لحياة ملايين المواطنين من شروق الشمس وحتى شروق الشمس .
أخيرا ادركت أنني لن أستطيع الانتهاء من هذا الموضوع , فقررت أن أقول كما ( غطيني ياصفية ) قال سعد زغلول:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وجع قلب
أعرف أن كلماتي لن تتجاوز سقف حلقي , وأعرف أنني لا أكتب هنا إلا للفضفضة والتنفيس نسبيا من ( وجع القلب ) من ممارسات بعض شركات المقاولات التي تقوم بتنفيذ مشاريع الكباري والأنفاق في جدة .
شركة عثمان أحمد عثمان تقوم بإنشاء كوبري فلسطين (اوكي) ونتمنى من الله ألا نقع في أخطاء كوبري الملك عبدالله مستقبلا ( ويطلع مسئول في الأمانة ليقول أن المضخات تعطلت , وبعده هطلت أمطار مرة أخرى ثم ثالثة ولا ندري أين المسئول الذي قال أن المضخات معطلة ولماذا لم يتم اتخاذ إجراء ما لو كانت هذه المضخات موجودة أصلا , ربما أطلق تبريره وفي اعتقاده أنها أخر موجة مطر سنشهدها في جدة وبعده سننسى موضوع المضخات المعطلة ) .
وبغض النظر عن الكلام عن الأمانة وما يقال عنها , لدي تساؤل بسيط من مواطن مجهول ومنها :
1- هل هناك رقابة من الأمانة على تلك المشاريع (الكباري والأنفاق) والتي يستمر العمل فيها سنوات ؟
2- هل ستتلافى شركة عثمان أخطاء نفق الملك عبدالله أم سنعيش معاناة كوبري ونفق شارع فلسطين مستقبلا ؟
3- لماذا لا نتوجه لشركات صينية أو شرق أسيوية كماليزيا مثلا أو (كحلم) لليابان لمثل تلك الإنشاءات الحيوية ؟
إن ما يدعوني للإحباط مقدما من أعمال شركة (عثمان أحمدعثمان) والذي تشترك الأمانة معها في هذه الجريمة التي ندفع ثمنها ونعايشها يوميا , أمر في غاية البساطة ويمكن للأمانة إراحة آلاف المواطنين المساكين الذين تفرض الظروف عليهم استخدام هذا الشارع البائس , تصوروا معي ومن يمر من هذا الشارع يدرك قصدي , الاتجاهات الأربعة مغلقة وتم عمل تحويلات أقل ما يقال عنها أنها عشوائية , والأدهى والأمر أن الطريق ذي الثلاث مسارات المتجه من الشرق للغرب يحول نحو خط خدمات صغير مع تحويل المتجه من بني مالك لنفس التحويلة وكذلك المتجه من الغرب نحو الشرق كلها تصب في تحويلة صغيرة , وهذه التحويلة مليئة بالحفر ومستنقعات المياه مما يضطر السائقين للتزاحم عبر ذلك المضيق , مما يخلق جو من الغضب والانفعال والتزاحم وربما الاحتكاكات وما يليها من مشاجرات وشتم .
السؤال : هل عجزت الأمانة عن إجبار شركة عملاقة والتي ستربح الملاين من وراء هذا (المشروع الجبار الحيوي) من تهيئة الطريق الفرعي المحدث لاستيعاب كل تلك الأرتال من السيارات ؟
إن هذا الطريق الفرعي قصير ولا يكلف تهيئته مبالغ ضخمة , ولكن الواضح أن الشركة تعمل ما يحلو لها وأمامها العمر المديد لتنتهي من مشروعها العملاق , وأتحدى أيا كان أن يقول أن للأمانة رقابة على أعمال الشركة وأكبر دليل على ذلك لو أن مراقب واحد يتحلى بالحس الوطني والرحمة الإنسانية لنبه مسئولي الشركة أو نقل الصورة لمسئولي الأمانة لإجبار الشركة (وأي شركة أخرى تقوم بنفس العمل )على تهيئة الطرق الفرعية جيدا قبل غلق الطرق الرئيسية , لقد تعودنا كمواطنين أن تغلق الشركات الطرق الرئيسية أثناء عمل المشاريع وتصبح التحويلات الفرعية عبارة عن طرق مليئة بالمطبات والحفر وكأن هناك اتفقاق بين الأمانة وأصحاب قطع غيار السيارات على بقاء هذه الحالة .
وهذا الحديث حول جزئية بسيطة وهي كوبري شارع فلسطين , وذلك يندرج على كوبري شارع حراء وطريق الخدمات المتفرع منه , وكوبري الملك عبدالله جهة السليمانية نلاحظ أن المتجه من الغرب نحو الشرق متجه من فوق الكوبري يمينا لمكة يجد المخرج ضيق جدا رغم وجود مساحة كبيرة فضاء يمين الكوبري , والمتجهين شرقا نحو ابرق الرغامة يحتلون كافة المسارات دون إعطاء أولوية السير للمتجه يسارا لمكة مما يتنافى مع أهداف إنشاء الكوبري من فك الاختناقات , ونلاحظ سوء الطريق الفرعي تحت الكوبري يمينا لمن أراد تلافي الاختناق فوق الكوبري فيفضل البعض الانتظار فوق الكوبري على استخدام ذلك الشارع , ولا ندري هل صمم هذا الكوبري مهندس أو مقاول أنفار , لقد كلف مثل هذا الكوبري ولا شك الملاين , فلماذا لم يصمم بطريقة صحيحة , ولماذا لا يوجد لدى الجهة المسئولة مهندس كفء يتمتع بحس وطني وحضاري عند استلام الكوبري من الشركة المنفذة أو مراجعة التصميم قبل التورط في البدء والانتهاء منه دون أن يحقق الفائدة المرجوة منه ؟
أما بقية الشوارع الداخلية في الأحياء أنا واثق أن أي مسئول من المرتبة (10) وما فوق لم يدخلها ولا يدري ما فيها .
أعرف أنني أمارس الفضفضة لا غير لكن من حقي كمواطن أن أعبر عن (وجع قلبي) ولو عبر منتدى فقط .
أعرف أن كلماتي لن تتجاوز سقف حلقي , وأعرف أنني لا أكتب هنا إلا للفضفضة والتنفيس نسبيا من ( وجع القلب ) من ممارسات بعض شركات المقاولات التي تقوم بتنفيذ مشاريع الكباري والأنفاق في جدة .
شركة عثمان أحمد عثمان تقوم بإنشاء كوبري فلسطين (اوكي) ونتمنى من الله ألا نقع في أخطاء كوبري الملك عبدالله مستقبلا ( ويطلع مسئول في الأمانة ليقول أن المضخات تعطلت , وبعده هطلت أمطار مرة أخرى ثم ثالثة ولا ندري أين المسئول الذي قال أن المضخات معطلة ولماذا لم يتم اتخاذ إجراء ما لو كانت هذه المضخات موجودة أصلا , ربما أطلق تبريره وفي اعتقاده أنها أخر موجة مطر سنشهدها في جدة وبعده سننسى موضوع المضخات المعطلة ) .
وبغض النظر عن الكلام عن الأمانة وما يقال عنها , لدي تساؤل بسيط من مواطن مجهول ومنها :
1- هل هناك رقابة من الأمانة على تلك المشاريع (الكباري والأنفاق) والتي يستمر العمل فيها سنوات ؟
2- هل ستتلافى شركة عثمان أخطاء نفق الملك عبدالله أم سنعيش معاناة كوبري ونفق شارع فلسطين مستقبلا ؟
3- لماذا لا نتوجه لشركات صينية أو شرق أسيوية كماليزيا مثلا أو (كحلم) لليابان لمثل تلك الإنشاءات الحيوية ؟
إن ما يدعوني للإحباط مقدما من أعمال شركة (عثمان أحمدعثمان) والذي تشترك الأمانة معها في هذه الجريمة التي ندفع ثمنها ونعايشها يوميا , أمر في غاية البساطة ويمكن للأمانة إراحة آلاف المواطنين المساكين الذين تفرض الظروف عليهم استخدام هذا الشارع البائس , تصوروا معي ومن يمر من هذا الشارع يدرك قصدي , الاتجاهات الأربعة مغلقة وتم عمل تحويلات أقل ما يقال عنها أنها عشوائية , والأدهى والأمر أن الطريق ذي الثلاث مسارات المتجه من الشرق للغرب يحول نحو خط خدمات صغير مع تحويل المتجه من بني مالك لنفس التحويلة وكذلك المتجه من الغرب نحو الشرق كلها تصب في تحويلة صغيرة , وهذه التحويلة مليئة بالحفر ومستنقعات المياه مما يضطر السائقين للتزاحم عبر ذلك المضيق , مما يخلق جو من الغضب والانفعال والتزاحم وربما الاحتكاكات وما يليها من مشاجرات وشتم .
السؤال : هل عجزت الأمانة عن إجبار شركة عملاقة والتي ستربح الملاين من وراء هذا (المشروع الجبار الحيوي) من تهيئة الطريق الفرعي المحدث لاستيعاب كل تلك الأرتال من السيارات ؟
إن هذا الطريق الفرعي قصير ولا يكلف تهيئته مبالغ ضخمة , ولكن الواضح أن الشركة تعمل ما يحلو لها وأمامها العمر المديد لتنتهي من مشروعها العملاق , وأتحدى أيا كان أن يقول أن للأمانة رقابة على أعمال الشركة وأكبر دليل على ذلك لو أن مراقب واحد يتحلى بالحس الوطني والرحمة الإنسانية لنبه مسئولي الشركة أو نقل الصورة لمسئولي الأمانة لإجبار الشركة (وأي شركة أخرى تقوم بنفس العمل )على تهيئة الطرق الفرعية جيدا قبل غلق الطرق الرئيسية , لقد تعودنا كمواطنين أن تغلق الشركات الطرق الرئيسية أثناء عمل المشاريع وتصبح التحويلات الفرعية عبارة عن طرق مليئة بالمطبات والحفر وكأن هناك اتفقاق بين الأمانة وأصحاب قطع غيار السيارات على بقاء هذه الحالة .
وهذا الحديث حول جزئية بسيطة وهي كوبري شارع فلسطين , وذلك يندرج على كوبري شارع حراء وطريق الخدمات المتفرع منه , وكوبري الملك عبدالله جهة السليمانية نلاحظ أن المتجه من الغرب نحو الشرق متجه من فوق الكوبري يمينا لمكة يجد المخرج ضيق جدا رغم وجود مساحة كبيرة فضاء يمين الكوبري , والمتجهين شرقا نحو ابرق الرغامة يحتلون كافة المسارات دون إعطاء أولوية السير للمتجه يسارا لمكة مما يتنافى مع أهداف إنشاء الكوبري من فك الاختناقات , ونلاحظ سوء الطريق الفرعي تحت الكوبري يمينا لمن أراد تلافي الاختناق فوق الكوبري فيفضل البعض الانتظار فوق الكوبري على استخدام ذلك الشارع , ولا ندري هل صمم هذا الكوبري مهندس أو مقاول أنفار , لقد كلف مثل هذا الكوبري ولا شك الملاين , فلماذا لم يصمم بطريقة صحيحة , ولماذا لا يوجد لدى الجهة المسئولة مهندس كفء يتمتع بحس وطني وحضاري عند استلام الكوبري من الشركة المنفذة أو مراجعة التصميم قبل التورط في البدء والانتهاء منه دون أن يحقق الفائدة المرجوة منه ؟
أما بقية الشوارع الداخلية في الأحياء أنا واثق أن أي مسئول من المرتبة (10) وما فوق لم يدخلها ولا يدري ما فيها .
أعرف أنني أمارس الفضفضة لا غير لكن من حقي كمواطن أن أعبر عن (وجع قلبي) ولو عبر منتدى فقط .
ـــــــــــــــــ
العولمة والتونسة بين الذهول والمجهول
حقبة زمنية عربية نشهدها أو نشهد عليها ربما يصعب تكرارها عبر الحقب التاريخية , فنحن في عالمنا العربي وربما لأول مرة نشهد وبذهول تحقيق فحوى بيت من قصيدة الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابي :
( إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر )
لقد كانت قراءة مثل هذا البيت من الشعر العربي لا يخرج عن كونه خيال لشاعر عربي ومجرد سحر البيان الذي تمثله اللغة العربية , ولكن التونسيون حولوه لواقع مفروض وبركان تاريخي شعبي لم يخضع للمزايدات السياسية والمراهنات الفئوية .
ربما من أخطر المدلولات في الحقبة التونسية هو خروج شعب بأكملة حاملا مطلب واحد محدد ويحملون قبله الإصرار التام للوصول لتلك الغاية , حالة غير مسبوقة في التاريخ العربي بالذات وهي نظرة أجمع عليها المراقبون , وربما من المذهل وما يعتبر نقلة نوعية أن تحقق الجماهير مطلبها بهذه السرعة وضد أشرس نظام بوليسي عربي , ومما أذهل المتابعين للساحة السياسية العربية سرعة التجاوب من بعض المجتمعات العربية وبدء سريان تلك الشرارة هنا أو هناك , ولا يستبعد أن نجد تغييرا قريبا يعصف بكل التوقعات والاحتمالات وما يفوق نظرة المراقبين ربما , فهل سنشهد قريبا تغييرا لأغلب الأنظمة العربية بعد فك رموز المعادلة الصحيحة لنيل الحقوق على يد التونسيين ؟
سؤال مذهل , والإجابة عليه ربما لن تكون متوقعة أيضا .
إن ظهور غيوم العولمة على عالمنا المعاصر لتشابك المصالح وتلاقح المجتمعات عبر وسائل الاتصالات المذهلة وتأثير المناخات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من مجتمع على آخر بسرعة رقمية مذهلة كما ساهمت هذه المنظومة كثيرا في تفاقم الحالة التونسية والمصرية واليمنية .. وما يظهر بعدها من حالة الذهول التي سادت المجتمعات العربية للحالة التونسية لم يكد يفق منها ليصحوا على بدء الحالة المصرية وولادة الحالة اليمنية بشكل أقوى من ولادته السقيمة قبل أشهر بعد تجرعه للقاح التونسي , وربما المجهول يعد لنا الكثير من حالات الذهول الغير متوقعة قريبا .
هذا المجهول لم يعد خاضعا كما مضى لعصي رجال الأمن ولا لخراطيم المياه ولا لأسوار المعتقلات , ويبدو أن حقبة (الكرنك) قد ولت فعلا ومحيت من تاريخ الغد بالممحاة التونسية المذهلة .
إن عصر العولمة مر بالمجتمعات العربية بطيئا رقيقا ينظر إلينا على استحياء للنقص الكبير في عقليات المجتمعات العربية لأنها لم تنضج حضاريا ربما , ولأنها مجتمعات تتلقى كل مظاهر الحياة من الحاكم الأوحد فإن أصاب صفقوا له وإن أخطأ صفقوا له أيضا ولو تحت مبررات يقبلها قهرا تارة وجهلا تارة أخرى .
إن العولمة العربية الحديثة الوليدة الممزوجة بالطاقة التونسية فتحت بابا لا يكاد يغلق من التوقعات المجهولة في الغد القريب , وهذا المجهول لا يخضع لمنطق أو لفكرة أو لمعقول متوارث كما نعرفه , إنها حالة جديدة , خاصة , أشبه ما تكون بانقلاب اجتماعي على ثقافة ابن خلدون المتوارثة في فكرته عن المجتمعات , إنها عصرنة زلزلة الثقافة الاجتماعية والسياسية العربية من جذورها , ويبدو أنها أرست قواعد جديدة تمهد لأرضية جديدة بين الحاكم والمحكوم .
وسيظل هذا الغد مجهولا حتى ينكشف عنه الغطاء التاريخي فإما تنقلب الموازين المتعارف عليها في ثقافتنا العربية وإما يتوقف هذا الغد المجهول عند الحالة التونسية وتصبح حالة إنسانية شاذة أذهلت العالم العربي فترة من الوقت فقط .
ولكن هناك سؤال ينبعث من بين هذا الركام الهائل من الأحداث التونسية والمصرية واليمنية وما يتبعها , ألا وهو أين تكمن تلك الشرارة التي يمكن أن ترسم ملامح هذا الغد المجهول لأي مجتمع عربي بالذات ؟ وكيف يمكن للأنظمة أن تتلافى هذا البركان الاجتماعي والسياسي الوليد ؟
لا شك أن الإجابة واضحة ومحددة ألا وهي : ...
غياب العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
والتي لخصها بعد فوات الأوان (بن علي) بقوله " أنا فهمتكم " ولكن كما قلت بعد فوات الأوان , ولكن الأوان لم يفت لغير بن علي , بل على العكس لقد منح (بن علي) بقية الحكام العرب الحل السحري الذي يضمن الوقوف ضد هذا المد البركاني التونسي التاريخي المذهل ألا وهو:
تحقيق العدالة بكافة صورها حتى تفتح جسورا جديدة من الثقة بين الحاكم والمحكوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق